فهرست عامالسورةفهرست قرآن كريم

بسم الله الرحمن الرحیم

آية بعدآية [2764] در مصحف از مجموع [6236]آية قبل

23|91|مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ










(23:91:1:1) maA NEG STEM|POS:NEG|LEM:maA -74227-@@@@(23:91:2:1) {t~axa*a V STEM|POS:V|PERF|(VIII)|LEM:{t~axa*a|ROOT:Ax*|3MS -74228-@@@@(23:91:3:1) {ll~ahu PN STEM|POS:PN|LEM:{ll~ah|ROOT:Alh|NOM -74229-@@@@(23:91:4:1) min P STEM|POS:P|LEM:min -74230-@@@@(23:91:5:1) waladK N STEM|POS:N|LEM:walad|ROOT:wld|M|INDEF|GEN -74231-@@@@(23:91:6:1) wa CONJ PREFIX|w:CONJ+ -74232-@@@@(23:91:6:2) maA NEG STEM|POS:NEG|LEM:maA -74233-@@@@(23:91:7:1) kaAna V STEM|POS:V|PERF|LEM:kaAna|ROOT:kwn|SP:kaAn|3MS -74234-@@@@(23:91:8:1) maEa LOC STEM|POS:LOC|LEM:maE|ACC -74235-@@@@(23:91:8:2) hu, PRON SUFFIX|PRON:3MS -74236-@@@@(23:91:9:1) mino P STEM|POS:P|LEM:min -74237-@@@@(23:91:10:1)





دیتای صرفی-کامپیوتر نور
<Word entry="مَا" sureh="23" aye="92" id="50909">
<Subword subEntry="مَا" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="اتَّخَذَ" root="تخذ" sureh="23" aye="92" id="50910">
<Subword subEntry="اِتَّخَذَ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="اللَّهُ" root="ءله" sureh="23" aye="92" id="50911">
<Subword subEntry="اللَّهُ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="مِنْ" sureh="23" aye="92" id="50912">
<Subword subEntry="مِنْ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="وَلَدٍ" root="ولد" sureh="23" aye="92" id="50913">
<Subword subEntry="وَلَدٍ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="وَ" sureh="23" aye="92" id="50914">
<Subword subEntry="وَ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="مَا" sureh="23" aye="92" id="50915">
<Subword subEntry="مَا" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="كَانَ" root="كون" sureh="23" aye="92" id="50916">
<Subword subEntry="كَانَ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="مَعَهُ" sureh="23" aye="92" id="50917">
<Subword subEntry="مَعَ" IsBase="1" />
<Subword subEntry="هُ" IsBase="0" /></Word>
<Word entry="مِنْ" sureh="23" aye="92" id="50918">
<Subword subEntry="مِنْ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="إِلَهٍ" root="ءله" sureh="23" aye="92" id="50919">
<Subword subEntry="إِلَهٍ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="إِذًا" sureh="23" aye="92" id="50920">
<Subword subEntry="إِذًا" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="لَذَهَبَ" root="ذهب" sureh="23" aye="92" id="50921">
<Subword subEntry="لَ" IsBase="0" />
<Subword subEntry="ذَهَبَ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="كُلُّ" root="كلل" sureh="23" aye="92" id="50922">
<Subword subEntry="كُلُّ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="إِلَهٍ" root="ءله" sureh="23" aye="92" id="50923">
<Subword subEntry="إِلَهٍ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="بِمَا" sureh="23" aye="92" id="50924">
<Subword subEntry="بِ" IsBase="0" />
<Subword subEntry="مَا" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="خَلَقَ" root="خلق" sureh="23" aye="92" id="50925">
<Subword subEntry="خَلَقَ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="وَ" sureh="23" aye="92" id="50926">
<Subword subEntry="وَ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="لَعَلَا" root="علو" sureh="23" aye="92" id="50927">
<Subword subEntry="لَ" IsBase="0" />
<Subword subEntry="عَلَا" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="بَعْضُهُمْ" root="بعض" sureh="23" aye="92" id="50928">
<Subword subEntry="بَعْضُ" IsBase="1" />
<Subword subEntry="هُمْ" IsBase="0" /></Word>
<Word entry="عَلَىٰ" sureh="23" aye="92" id="50929">
<Subword subEntry="عَلَى" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="بَعْضٍ" root="بعض" sureh="23" aye="92" id="50930">
<Subword subEntry="بَعْضٍ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="سُبْحَانَ" root="سبح" sureh="23" aye="92" id="50931">
<Subword subEntry="سُبْحَانَ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="اللَّهِ" root="ءله" sureh="23" aye="92" id="50932">
<Subword subEntry="اللَّهِ" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="عَمَّا" sureh="23" aye="92" id="50933">
<Subword subEntry="عَنْ" IsBase="0" />
<Subword subEntry="مَا" IsBase="1" /></Word>
<Word entry="يَصِفُونَ" root="وصف" sureh="23" aye="92" id="50934">
<Subword subEntry="يَصِف" IsBase="1" />
<Subword subEntry="ُو" IsBase="0" />
<Subword subEntry="نَ" IsBase="0" /></Word>


























آية بعدالفهرستآية قبل









****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Sunday - 26/10/2025 - 11:19

برهان تمانع

 

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‏7، ص: 185
المعنى‏
ثم أكد سبحانه ما قدمه من أدلة التوحيد بقوله «مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ» أي لم يجعل ولد غيره ولد نفسه لاستحالة ذلك عليه فمن المحال أن يكون له ولد فلا يجوز عليه التشبيه بما هو مستحيل ممتنع إلا على النفي و التبعيد و اتخاذ الولد هو أن يجعل الجاعل ولد غيره يقوم مقام ولده لو كان له و كذلك التبني إنما هو جعل الجاعل ابن غيره و من يصح أن يكون ابنا له مقام ابنه و لذلك لا يقال تبنى شاب شيخا و لا تبني الإنسان بهيمة لما استحال أن يكون ذلك ولدا له «وَ ما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ» من هاهنا و في قوله «مِنْ وَلَدٍ» مؤكدة فهو آكد من أن يقول ما اتخذ الله ولدا و ما كان معه إله نفى عن نفسه الولد و الشريك على آكد الوجوه «إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ» و التقدير إذ لو كان معه إله آخر لذهب كل إله بما خلق أي لميز كل إله خلقه عن خلق غيره و منعه من الاستيلاء على ما خلقه أو نصب دليلا يميز به بين خلقه و خلق غيره فإنه كان لا يرضى أن يضاف خلقه و إنعامه إلى غيره «وَ لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ» أي و لطلب بعضهم قهر بعض و مغالبته و هذا معنى قول المفسرين و لقاتل بعضهم بعضا كما
                       

مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‏7، ص: 186
يفعل الملوك في الدنيا و قيل معناه و لمنع بعضهم بعضا عن مراده و هو مثل قوله لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا و في هذا دلالة عجيبة في التوحيد و هو أن كل واحد من الآلهة من حيث يكون إلها يكون قادرا لذاته فيؤدي إلى أن يكون قادرا على كل ما يقدر عليه غيره من الآلهة فيكون غالبا و مغلوبا من حيث إنه قادر لذاته و أيضا فإن من ضرورة كل قادرين صحة التمانع بينهما فلو صح وجود إلهين صح التمانع بينهما من حيث أنهما قادران و امتنع التمانع بينهما من حيث أنهما قادران للذات و هذا محال و في هذا دلالة على إعجاز القرآن لأنه لا يوجد في كلام العرب كلمة وجيزة تضمنت ما تضمنته هذه فإنها قد تضمنت دليلين باهرين على وحدانية الله و كمال قدرته ثم نزه نفسه عما وصفوه به فقال «سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ» أي عما يصفه به المشركون من اتخاذه الولد و الشريك‏

 

 

الميزان في تفسير القرآن، ج‏15، ص: 61
قوله تعالى: «مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَ ما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَ لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ» إلخ، القول بالولد كان شائعا بين الوثنيين يعدون الملائكة أو بعضهم و بعض الجن و بعض القديسين من البشر أولادا لله سبحانه و تبعهم النصارى في قولهم: المسيح ابن الله، و هذا النوع من الولادة و البنوة مبني على اشتمال الابن على شي‏ء من حقيقة اللاهوت و جوهره و انفصاله منه بنوع من الاشتقاق فيكون المسمى بالابن إلها مولودا من إله.
و أما البنوة الادعائية بالتبني و هو أخذ ولد الغير ابنا لتشريف أو لغرض آخر فلا يوجب اشتمال الابن على شي‏ء من حقيقة الأب كقول اليهود نحن أبناء الله و أحباؤه، و ليس الولد بهذا المعنى مرادا لأن الكلام مسوق لنفي تعدد الآلهة، و لا يستلزم هذا النوع من البنوة ألوهية و إن كان التسمي و التسمية بها ممنوعا.
فالمراد باتخاذ الولد إيجاد شي‏ء بنحو التبعض و الاشتقاق يكون مشتملا بنحو على شي‏ء من حقيقة الموجد لا تسمية شي‏ء موجود ابنا و ولدا لغرض من الأغراض كما ذكره بعضهم.
و الولد- كما عرفت- أخص مصداقا عندهم من الإله فإن بعض آلهتهم ليس بولد عندهم فقوله: «مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَ ما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ» ترق من نفي الأخص إلى نفي الأعم و لفظة «مِنْ» في الجملتين زائدة للتأكيد.
                       

الميزان في تفسير القرآن، ج‏15، ص: 62
و قوله: «إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ» حجة على نفي التعدد ببيان محذوره إذ لا يتصور تعدد الآلهة إلا ببينونتها بوجه من الوجوه بحيث لا تتحد في معنى ألوهيتها و ربوبيتها، و معنى ربوبية الإله في شطر من الكون و نوع من أنواعه تفويض التدبير فيه إليه بحيث يستقل في أمره من غير أن يحتاج فيه إلى شي‏ء غير نفسه حتى إلى من فوض إليه الأمر، و من البين أيضا أن المتباينين لا يترشح منهما إلا أمران متباينان.
و لازم ذلك أن يستقل كل من الآلهة بما يرجع إليه من نوع التدبير و تنقطع رابطة الاتحاد و الاتصال بين أنواع التدابير الجارية في العالم كالنظام الجاري في العالم الإنساني عن الأنظمة الجارية في أنواع الحيوان و النبات و البر و البحر و السهل و الجبل و الأرض و السماء و غيرها و كل منها عن كل منها، و فيه فساد السماوات و الأرض و ما فيهن، و وحدة النظام الكوني و التئام أجزائه و اتصال التدبير الجاري فيه يكذبه.
و هذا هو المراد بقوله: «إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ» أي انفصل بعض الآلهة عن بعض بما يترشح منه من التدبير.
و قوله: «وَ لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ» محذور آخر لازم لتعدد الآلهة تتألف منه حجة أخرى على النفي، بيانه أن التدابير الجارية في الكون مختلفة منها التدابير العرضية كالتدبيرين الجاريين في البر و البحر و التدبيرين الجاريين في الماء و النار، و منها التدابير الطولية التي تنقسم إلى تدبير عام كلي حاكم و تدبير خاص جزئي محكوم كتدبير العالم الأرضي و تدبير النبات الذي فيه، و كتدبير العالم السماوي و تدبير كوكب من الكواكب التي في السماء، و كتدبير العالم المادي برمته و تدبير نوع من الأنواع المادية.
فبعض التدبير و هو التدبير العام الكلي يعلو بعضا بمعنى أنه بحيث لو انقطع عنه ما دونه بطل ما دونه لتقومه بما فوقه، كما أنه لو لم يكن هناك عالم أرضي أو التدبير الذي يجري فيه بالعموم لم يكن عالم إنساني و لا التدبير الذي يجري فيه بالخصوص.
و لازم ذلك أن يكون الإله الذي يرجع إليه نوع عال من التدبير عاليا بالنسبة إلى الإله الذي فوض إليه من التدبير ما هو دونه و أخص منه و أخس و استعلاء الإله على الإله محال.
لا لأن الاستعلاء المذكور يستلزم كون الإله مغلوبا لغيره أو ناقصا في قدرته‏
                       

الميزان في تفسير القرآن، ج‏15، ص: 63
محتاجا في تمامه إلى غيره أو محدودا و المحدودية تفضي إلى التركيب، و كل ذلك من لوازم الإمكان المنافي لوجوب وجود الإله فيلزم الخلف- كما قرره المفسرون- فإن الوثنيين لا يرون لآلهتهم من دون الله وجوب الوجود بل هي عندهم موجودات ممكنة عالية فوض إليهم تدبير أمر ما دونها، و هي مربوبة لله سبحانه و أرباب لما دونها و الله سبحانه رب الأرباب و إله الآلهة و هو الواجب الوجود بالذات وحده.
بل استحالة الاستعلاء إنما هو لاستلزامه بطلان استقلال المستعلى عليه في تدبيره و تأثيره إذ لا يجامع توقف التدبير على الغير و الحاجة إليه الاستقلال فيكون السافل منها مستمدا في تأثيره محتاجا فيه إلى العالي فيكون سببا من الأسباب التي يتوسل بها إلى تدبير ما دونه لا إلها مستقلا بالتأثير دونه فيكون ما فرض إلها غير إله بل سببا يدبر به الأمر هذا خلف.
هذا ما يعطيه التدبر في الآية، و للمفسرين في تقرير حجة الآية مسالك مختلفة يبتني جميعها على استلزام تعدد الآلهة أمورا تستلزم إمكانها و تنافي كونها واجبة الوجود فيلزم الخلف، و القوم لا يقولون في شي‏ء من آلهتهم من دون الله بوجوب الوجود، و قد أفرط بعضهم فقرر الآية بوجوه مؤلفة من مقدمات لا إشارة في الآية إلى جلها و لا إيهام، و فرط آخرون فصرحوا بأن الملازمة المذكورة في الآية عادية لا عقلية، و الدليل إقناعي لا قطعي.
ثم لا يشتبهن عليك أمر قوله: «لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ» حيث نسب الخلقة إليها و قد تقدم أنهم قائلون بإله التدبير دون الإيجاد و ذلك لأن بعض الخلق من التدبير فإن خلق جزئي من الجزئيات مما يتم بوجوده النظام الكلي من التدبير بالنسبة إلى النظام الجاري فالخلق بمعنى الفعل و التدبير مختلطان و قد نسب الخلق إلى أعمالنا كما في قوله:
 «وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ»: الصافات: 96، و قوله: «وَ جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَ الْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ»: الزخرف: 12.
فالقوم يرون أن كلا من الآلهة خالق لما دونه أي فاعل له كما يفعل الواحد منا أفعاله، و أما إعطاء الوجود للأشياء فمما يختص بالله سبحانه وحده لا يرتاب فيه موحد و لا وثني إلا بعض من لم يفرق بين الفعل و الإيجاد من المتكلمين.
و قد ختم الآية بالتنزيه بقوله: «سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ».

 

الميزان في تفسير القرآن، ج‏14، ص: 266
قوله تعالى: «لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ» قد تقدم في تفسير سورة هود و تكررت الإشارة إليه بعده أن النزاع بين الوثنيين و الموحدين ليس في وحدة الإله و كثرته بمعنى الواجب الوجود الموجود لذاته الموجد لغيره فهذا مما لا نزاع في أنه واحد لا شريك له، و إنما النزاع في الإله بمعنى الرب المعبود و الوثنيون على أن تدبير العالم على طبقات أجزائه مفوضة إلى موجودات شريفة مقربين عند الله ينبغي أن يعبدوا حتى يشفعوا لعبادهم عند الله و يقربوهم إليه زلفى كرب السماء و رب الأرض و رب الإنسان و هكذا و هم آلهة من دونهم و الله‏
                       

الميزان في تفسير القرآن، ج‏14، ص: 267
سبحانه إله الآلهة و خالق الكل كما يحكيه عنهم قوله: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ» الزخرف: 87 و قوله: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ» الزخرف: 9.
و الآية الكريمة إنما تنفي الآلهة من دون الله في السماء و الأرض بهذا المعنى لا بمعنى الصانع الموجد الذي لا قائل بتعدده، و المراد بكون الإله في السماء و الأرض تعلق ألوهيته بالسماء و الأرض لا سكناه فيهما فهو كقوله تعالى: «هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الْأَرْضِ إِلهٌ» الزخرف: 84.
و تقرير حجة الآية أنه لو فرض للعالم آلهة فوق الواحد لكانوا مختلفين ذاتا متباينين حقيقة و تباين حقائقهم يقضي بتباين تدبيرهم فيتفاسد التدبيرات و تفسد السماء و الأرض لكن النظام الجاري نظام واحد متلائم الأجزاء في غاياتها فليس للعالم آلهة فوق الواحد و هو المطلوب.
فإن قلت: يكفي في تحقق الفساد ما نشاهده من تزاحم الأسباب و العلل و تزاحمها في تأثيرها في المواد هو التفاسد.
قلت: تفاسد العلتين تحت تدبيرين غير تفاسدهما تحت تدبير واحد، ليحدد بعض إثر بعض و ينتج الحاصل من ذلك و ما يوجد من تزاحم العلل في النظام من هذا القبيل فإن العلل و الأسباب الراسمة لهذا النظام العام على اختلافها و تمانعها و تزاحمها لا يبطل بعضها فعالية بعض بمعنى أن ينتقض بعض القوانين الكلية الحاكمة في النظام ببعض فيختلف عن مورده مع اجتماع الشرائط و ارتفاع الموانع فهذا هو المراد من إفساد مدبر عمل مدبر آخر بل السببان المختلفان المتنازعان حالهما في تنازعهما حال كفتي الميزان المتنازعتين بالارتفاع و الانخفاض فإنهما في عين اختلافهما متحدان في تحصيل ما يريده صاحب الميزان و يخدمانه في سبيل غرضه و هو تعديل الوزن بواسطة اللسان.
فإن قلت: آثار العلم و الشعور مشهودة في النظام الجاري في الكون فالرب المدبر له يدبره عن علم و إذا كان كذلك فلم لا يجوز أن يفرض هناك آلهة فوق الواحد يدبرون أمر الكون تدبيرا تعقليا و قد توافقوا على أن لا يختلفوا و لا يتمانعوا في تدبيرهم حفظا للمصلحة.
قلت: هذا غير معقول، فإن معنى التدبير التعقلي عندنا هو أن نطبق أفعالنا
                       

الميزان في تفسير القرآن، ج‏14، ص: 268
الصادرة منا على ما تقتضيه القوانين العقلية الحافظة لتلائم أجزاء الفعل و انسياقه إلى غايته، و هذه القوانين العقلية مأخوذة من الحقائق الخارجية و النظام الجاري فيها الحاكم عليها فأفعالنا التعقلية تابعة للقوانين العقلية و هي تابعة للنظام الخارجي لكن الرب المدبر للكون فعله نفس النظام الخارجي المتبوع للقوانين العقلية، فمن المحال أن يكون فعله تابعا للقوانين العقلية و هو متبوع، فافهم ذلك.
فهذا تقرير حجة الآية و هي حجة برهانية مؤلفة من مقدمات يقينية تدل على أن التدبير العام الجاري بما يشتمل عليه و يتألف منه من التدابير الخاصة صادر عن مبدإ واحد غير مختلف، لكن المفسرين قرروها حجة على نفي تعدد الصانع و اختلفوا في تقريرها و ربما أضاف بعضهم إليها من المقدمات ما هو خارج عن منطوق الآية و خاضوا فيها حتى قال القائل منهم إنها حجة إقناعية غير برهانية أوردت إقناعا للعامة.