(    سورة القدر ) 
  الآيات ( 97 1 5 )  مقدمة تفسير سورة القدر بسم الله الرحمن الرحيم سورة القدر وهي   مكية يخبر تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر وهي الليلة المباركة التي قال الله    عز وجل عنها ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) وهي ليلة القدر وهي من شهر رمضان كما    قال تعالى ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) قال بن عباس وغيره أنزل الله    القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ثم نزل مفصلا    بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ثم قال    تعالى معظما لشأن ليلة القدر التي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها فقال ( وما    أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ) قال أبو عيسى الترمذي 3350 عند    تفسير هذه الآية حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا القاسم بن    الفضل الحداني عن يوسف بن سعد قال قام رجل إلى الحسن بن علي بعد ما بايع معاوية    فقال سودت وجوه المؤمنين أو يا مسود وجوه المؤمنين فقال لا تؤنبني رحمك الله فإن    النبي أري بني أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت ( إنا أعطيناك الكوثر ) يا محمد    يعني نهرا في الجنة ونزلت ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر    ليلة القدر خير من ألف شهر ) يملكها بعدك بنو أمية يا محمد قال القاسم فعددنا فإذا هي ألف شهر لا تزيد يوما ولا تنقص ثم قال الترمذي    هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل وهو ثقة وثقه    يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي قال وشيخه يوسف بن سعد ويقال يوسف بن مازن رجل    مجهول ولا يعرف هذا الحديث على هذا اللفظ إلا من هذا الوجه وقد روى هذا الحديث    الحاكم في مستدركه 3170 من طريق القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن به وقول الترمذي    إن يوسف هذا مجهول فيه نظر فإنه قد روى عنه جماعة منهم حماد بن سلمة وخالد الحذاء    ويونس بن عبيد وقال فيه يحيى بن معين هو مشهور وفي رواية عن بن معين قال هو ثقة    ورواه بن جرير من طريق القاسم بن الفضل عن يوسف بن مازن كذا قال وهذا يقتضي    اضطرابا في هذا الحديث والله أعلم ثم هذا الحديث على كل تقدير منكر جدا قال شيخنا    الإمام الحافظ الحجة أبو الحجاج المزي هو حديث منكر قلت وقول القاسم بن الفضل    الحداني أنه حسب مدة بني أمية فوجدها ألف شهر لا تزيد يوما ولا تنقص ليس بصحيح    فإن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه استقل بالملك حين سلم إليه الحسن بن على    الإمرة سنة أربعين واجتمعت البيعة لمعاوية وسمي ذلك عام الجماعة ثم استمروا فيها    متتابعين بالشام وغيرها لم تخرج عنهم إلا مدة دولة عبد الله بن الزبير في الحرمين    والأهواز وبعض البلاد قريبا من تسع سنين لكن لم تزل يدهم عن الإمرة بالكلية بل عن    بعض البلاد إلى أن استلبهم بنو العباس الخلافة في سنة اثنتين وثلاثين ومائة فيكون    مجموع مدتهم اثنتين وتسعين سنة وذلك أزيد من ألف شهر فإن الألف شهر عبارة عن ثلاث    وثمانين سنة وأربعة أشهر وكأن القاسم بن الفضل أسقط من مدتهم أيام بن الزبير وعلى    هذا فيقارب ما قاله الصحة في الحساب والله أعلم ومما يدل على ضعف هذا الحديث أنه    سيق لذم دولة بني أمية ولو أريد ذلك لم يكن بهذا السياق فإن تفضيل ليلة القدر على    أيامهم لا يدل على ذم أيامهم فإن ليلة القدر شريفة جدا والسورة الكريمة إنما جاءت    لمدح ليلة القدر فكيف تمدح بتفضيلها على أيام بني أمية التي هي مذمومة بمقتضى هذا    الحديث وهل هذا إلا كما قال القائل  ألم تر أن السيف ينقص قدره إذا قيل أن السيف أمضى من العصا   وقال آخر  إذا أنت فضلت امرءا ذا براعة على ناقص كان المديح من النقص  ثم الذي يفهم من الآية أن الألف شهر المذكورة في الآية هي أيام بني أمية والسورة    مكية فكيف يحال على ألف شهر هي دولة بني أمية ولا يدل عليها لفظ الآية ولا معناها    والمنبر إنما صنع بالمدينة بعد مدة من الهجرة فهذا كله مما يدل على ضعف الحديث    ونكارته والله أعلم وقال بن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا إبراهيم بن موسى    أخبرنا مسلم يعني بن خالد عن بن أبي نجيح عن مجاهد أن النبي ذكر رجلا من بني    إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر قال فعجب المسلمون من ذلك قال فأنزل    الله عز وجل ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير    من ألف شهر ) التي لبس ذلك الرجل السلاح في سبيل الله ألف شهر وقال بن جرير حدثنا    بن حميد حدثنا حكام بن مسلم عن المثنى بن الصباح عن مجاهد قال كان في بني إسرائيل    رجل يقوم الليل حتى يصبح ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي ففعل ذلك ألف شهر فأنزل    الله هذه الآية ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) قيام تلك الليلة خير من عمل ذلك    الرجل وقال بن أبي حاتم أخبرنا يونس أخبرنا بن وهب حدثني مسلمة بن علي عن علي بن    عروة قال ذكر رسول الله صلىالله عليه وسلم يوما أربعة من بني إسرائيل عبدوا الله    ثمانين عاما لم يعصوه طرفة عين فذكر أيوب وزكريا وحزقيل بن العجوز ويوشع بن نون    قال فعجب أصحاب رسول الله من ذلك فأتاه جبريل فقال يا محمد عجبت أمتك من عبادة    هؤلاء النفر ثمانين سنة لم يعصوه طرفة عين فقد أنزل الله خيرا من ذلك فقرأ عليه (    إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر )    هذا أفضل مما عجبت أنت وأمتك قال فسر بذلك رسول الله والناس  معه وقال سفيان الثوري بلغني عن مجاهد ليلة القدر خير من ألف شهر قال عملها    وصيامها وقيامها خير من ألف شهر رواه بن جرير وقال بن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة    حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا بن أبي زائدة عن بن جريج عن مجاهد ليلة القدر خير    من ألف شهر ليس في تلك الشهور ليلة القدر وهكذا قال قتادة بن دعامة والشافعي وغير    واحد وقال عمرو بن قيس الملائي عمل فيها خير من ألف شهر وهذا القول بأنها أفضل من    عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر هو اختيار بن جرير وهو الصواب لا ما عداه وهو    كقوله رباط ليلة في سبيل الله خير من ألف ليلة فيما سواه من المنازل رواه أحمد    وكما جاء في قاصد الجمعة بهيئة حسنة ونية صالحة أنه يكتب له عمل سنة أجر صيامها    وقيامها إلى غير ذلك من المعاني المشابهة لذلك وقال الإمام أحمد حدثنا إسماعيل بن    إبراهيم حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما حضر رمضان    قال رسول الله قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه تفتح فيه    أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر    من حرم خيرها فقد حرم ورواه النسائي 4129 من حديث أيوب به ولما كانت ليلة القدر    تعدل عبادتها عبادة ألف شهر ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله قال من    قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وقوله تعالى ( تنزل    الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ) أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة    لكثرة بركتها والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة كما يتنزلون عند تلاوة    القرآن ويحيطون بحلق الذكر ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيما له وأما الروح    فقيل المراد به ها هنا جبريل عليه السلام فيكون من باب عطف الخاص على العام وقيل    هم ضرب من الملائكة كما تقدم في سورة النبإ والله أعلم وقوله تعالى ( من كل أمر )    قال مجاهد سلام هي من كل أمر وقال سعيد بن منصور حدثنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش    عن مجاهد في قوله ( سلام هي ) قال هي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا    أو يعمل فيها أذى وقال قتادة وغيره تقضى فيها الأمور وتقدر الآجال والأرزاق كما    قال تعالى ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) وقوله تعالى ( سلام هي حتى مطلع الفجر ) قال    سعيد بن منصور حدثنا هشيم عن أبي إسحاق عن الشعبي في قوله تعالى ( من كل أمر سلام    هي حتى مطلع الفجر ) قال تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد حتى يطلع    الفجر وروى بن جرير عن بن عباس أنه كان يقرأ ( من كل أمرئ سلام هي حتى مطلع الفجر    ) وروى البيهقي في كتابه فضائل الأوقات عن علي أثرا غريبا في نزول الملائكة    ومرورهم على المصلين ليلة القدر وحصول البركة للمصلين وروى بن أبي حاتم عن كعب    الأحبار أثرا غريبا عجيبا مطولا جدا في تنزل الملائكة من سدرة المنتهى صحبة جبريل    عليه السلام إلى الأرض ودعائهم للمؤمنين والمؤمنات وقال أبو داود الطيالسي 2545    حدثنا عمران يعني القطان عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة أن رسول الله قال    في ليلة القدر إنها ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين وإن الملائكة تلك الليلة في الأرض    أكثر من عدد الحصى وقال الأعمش عن المنهال عن عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله (    من كل أمر سلام ) قال لا يحدث فيها أمر وقال قتادة وبن زيد في قوله ( سلام هي )    يعني هي خير كلها ليس فيها شر إلى مطلع الفجر ويؤيد هذا المعنى ما رواه الإمام    أحمد 5324 حدثنا حيوة بن شريح حدثنا بقية حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن    عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال ليلة القدر    في العشر البواقي من قامهن ابتغاء حسبتهن فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه وما    تأخر وهي ليلة وتر تسع أو سبع أو خامسة أو ثالثة أو آخر ليلة وقال رسول الله إن    أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمرا ساطعا ساكنة ساجية لابرد فيها    ولا حر ولا يحل لكوكب يرمى به حتى يصبح وأن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية    ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ وهذا    إسناد حسن وفي المتن غرابة وفي بعض ألفاظه نكارة وقال أبو داود الطيالسي 2680    حدثنا زمعة عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله قال في ليلة القدر    ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة وتصبح شمس صبيحتها ضعيفة حمراء وروى بن أبي    عاصم النبيل  بإسناده عن جابر بن عبد الله أن رسول الله قال إني رأيت ليلة القدر فأنسيتها وهي    في العشر الأواخر من لياليها وهي طلقة بلجة لا حارة ولا باردة كأن فيها قمرا لا    يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها 
  فصل اختلف العلماء هل كانت ليلة القدر في الأمم السالفة أو هي من خصائص هذه الأمة    على قولين قال أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري 889 حدثنا مالك أنه بلغه أن رسول    الله أري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته أن لا    يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طول العمر فأعطاه الله ليلة القدر خيرا من ألف    شهر وقد أسند من وجه آخر وهذا الذي قاله مالك يقتضي تخصيص هذه الأمة بليلة القدر    وقد نقله صاحب العدة أحد أئمة الشافعية عن جمهور العلماء فالله أعلم وحكى الخطابي    عليه الإجماع ونقله الراضي جازما به عن المذهب والذي دل عليه الحديث أنها كانت في    الأمم الماضين كما هي في أمتنا قال الإمام أحمد بن حنبل 5171 حدثنا يحيى بن سعيد    عن عكرمة بن عمار حدثني أبو زميل سماك الحنفي حدثني مالك بن مرثد بن عبد الله    حدثني مرثد قال سألت أبا ذر قلت كيف سألت رسول الله عن ليلة القدر قال أنا كنت    أسأل الناس عنها قلت يا رسول الله أخبرني عن ليلة القدر أفي رمضان هي أو في غيره    قال بل هي في رمضان قلت تكون مع الأنبياء ماكانوا فإذا قبضوا رفعت أم هي إلى يوم    القيامة قال بل هي إلى يوم القيامة قلت في أي رمضان هي قال التمسوها في العشر    الأول والعشر الاخر ثم حدث رسول الله وحدث ثم اهتبلت غفلته قلت في أي العشرين هي    قال ابتغوها في العشر الأواخر لا تسألني عن شيء بعدها ثم حدث رسول الله ثم اهتبلت    غفلته فقلت يا رسول الله أقسمت عليك بحقي عليك لما أخبرتني في أي العشر هي فغضب    علي غضبا لم يغضب مثله منذ صحبته وقال التمسوها في السبع الأواخر لا تسألني عن    شيء بعدها ورواه النسائي عن الفلاس عن يحيى بن سعيد القطان به ففيه دلالة على    ماذكرناه وفيه أنها تكون باقية إلى يوم القيامة في كل سنة بعد النبي صلى الله    تعالى عليه وسلم لا كما زعمه بعض طوائف الشيعة من رفعها بالكلية على مافهموه من    الحديث الذي سنورده بعد من قوله عليه السلام فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم لأن    المراد رفع علم وقتها عينا وفيه دلالة على أن ليلة القدر يختص وقوعها بشهر رمضان    من بين سائر الشهور لاكما روي عن بن مسعود ومن تابعه من علماء أهل الكوفة من أنها    توجد في جميع السنة وترتجى في جميع الشهور على السواء وقد ترجم أبو داود في سننه    على هذا فقال باب بيان أن ليلة القدر في كل رمضان 1387 حدثنا حميد بن زنجويه    السامي أخبرنا سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير حدثني موسى بن    عقبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عمر قال سئل رسول الله وأنا    أسمع عن ليلة القدر فقال هي في كل رمضان وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن أبا داود    قال رواه شعبة وسفيان عن أبي إسحاق فأوقفاه وقد حكي عن أبي حنيفة رحمه الله رواية    أنها ترتجى في كل شهر رمضان وهو وجه حكاه الغزالي واستغربه الرافعي جدا فصل ثم قد    قيل إنها تكون في أول ليلة من شهر رمضان يحكى هذا عن أبي رزين وقيل إنها تقع ليلة    سبع عشرة وروى فيه أبو داود 1384 حديثا مرفوعا عن بن مسعود وروي موقوفا عليه وعلى    زيد بن أرقم وعثمان بن أبي العاص وهو قول عن محمد بن إدريس الشافعي ويحكى عن    الحسن البصري ووجهوه بأنها ليلة بدر وكانت ليلة جمعة هي السابعة عشرة من شهر    رمضان وفي صبيحتها كانت وقعة بدر وهو اليوم الذي قال الله تعالى فيه ( يوم    الفرقان ) وقيل ليلة تسع عشرة يحكى عن علي وبن مسعود أيضا رضي الله عنهما وقيل    ليلة إحدى وعشرين لحديث أبي سعيد الخدري قال اعتكف رسول الله في العشر الأول من    رمضان واعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال إن الذي تطلب أمامك فاعتكف العشر الأوسط    فاعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال الذي تطلب أمامك ثم قال النبي صلى الله تعالى عليه    وعلى آله وسلم خطيبا صبيحة عشرين من رمضان فقال من كان اعتكف معي فليرجع فإني    رأيت ليلة القدر وإني أنسيتها وإنها في العشر الأواخر في وتر وإني رأيت كأني أسجد    في طين وماء وكان سقف المسجد جريدا من النخل وما نرى في السماء شيئا فجاءت قزعة فمطرنا فصلى بنا النبي    حتى رأيت أثر الطين والماء على جبهة رسول الله تصديق رؤياه وفي لفظ في صبح إحدى    وعشرين أخرجاه في الصحيحين قال الشافعي وهذا الحديث أصح الروايات وقيل ليلة ثلاث    وعشرين لحديث عبد الله بن أنيس في صحيح مسلم 1168 وهو قريب السياق من رواية أبي    سعيد فالله أعلم وقيل ليلة أربع وعشرين قال أبو داود الطيالسي 2167 حدثنا حماد بن    سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن رسول الله قال ليلة القدر ليلة أربع    وعشرين إسناد رجاله ثقات وقال أحمد 612 حدثنا موسى بن داود حدثنا بن لهيعة عن    يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي عن بلال قال قال رسول الله ليلة القدر    ليلة أربع وعشرين بن لهيعة ضعيف وقد خالفه ما رواه البخاري 4470 عن أصبغ عن بن    وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن ابي عبد الله    الصنابحي قال أخبرني بلال مؤذن رسول الله أنها أولى السبع من العشر الأواخر فهذا    الموقوف أصح والله أعلم وهكذا روي عن بن مسعود وبن عباس وجابر والحسن وقتادة وعبد    الله بن وهب أنها ليلة أربع وعشرين وقد تقدم في سورة البقرة حديث واثلة بن الأسقع    مرفوعا إن القرآن أنزل ليلة أربع وعشرين وقيل تكون ليلة خمس وعشرين لما رواه    البخاري 2021 عن عبد الله بن عباس أن رسول الله قال التمسوها في العشر الأواخر من    رمضان في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى فسره كثيرون بليالي الأوتار وهو    أظهر وأشهر وحمله آخرون على الأشفاع كما رواه مسلم 1167 عن أبي سعيد أنه حمله على    ذلك والله أعلم وقيل أنها تكون ليلة سبع وعشرين لما رواه مسلم في صحيحه 762 عن    أبي بن كعب عن رسول الله أنها ليلة سبع وعشرين قال الإمام أحمد 5130 حدثنا سفيان    سمعت عبدة وعاصما عن زر سألت أبي بن كعب قلت أبا المنذر إن أخاك بن مسعود يقول من    يقم الحول يصب ليلة القدر قال يرحمه الله لقد علم أنها في شهر رمضان وأنها ليلة    سبع وعشرين ثم حلف قلت وكيف تعلمون ذلك قال بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا بها    تطلع ذلك اليوم لا شعاع لها يعني الشمس وقد رواه مسلم 762 من طريق سفيان بن عيينة    وشعبة والأوزاعي عن عبدة عن زر عن أبي فذكره وفيه فقال والله الذي لا إله إلا هو    إنها لفي رمضان يحلف ما يستثنى ووالله إني لأعلم أي ليلة القدر هي التي أمرنا    رسول الله بقيامها هي ليلة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحتها بيضاء    لا شعاع لها وفي الباب عن معاوية وبن عمر وبن عباس وغيرهم عن رسول الله أنها ليلة    سبع وعشرين وهو قول طائفة من السلف وهو الجادة من مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه    الله وهو رواية عن أبي حنيفة أيضا وقد حكي عن بعض السلف أنه حاول استخراج كونها    ليلة سبع وعشرين من القرآن من قوله ( هي ) لأنها الكلمة السابعة والعشرون من    السورة فالله أعلم وقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني 1010618 حدثنا إسحاق بن    إبراهيم الدبري أخبرنا عبد الرزاق 7679 أخبرنا معمر عن قتادة وعاصم أنهما سمعا    عكرمة يقول قال بن عباس دعا عمر بن الخطاب أصحاب محمد فسألهم عن ليلة القدر    فأجمعوا أنها في العشر الأواخر قال بن عباس فقلت لعمر إني لأعلم أو إني لأظن أي    ليلة القدر هي فقال عمر وأي ليلة هي فقلت سابعة تمضي أو سابعة تبقى من العشر    الأواخر فقال عمر من أين علمت ذلك قال بن عباس فقلت خلق الله سبع سماوات وسبع    أرضين وسبعة أيام وإن الشهر يدور على سبع وخلق الإنسان من سبع ويأكل من سبع ويسجد    على سبع والطواف بالبيت سبع ورمي الجمار سبع لأشياء ذكرها فقال عمر لقد فطنت لأمر    ما فطنا له وكان قتادة يزيد عن بن عباس في قوله ويأكل من سبع قال هو قول الله    تعالى ( فأنبتنا فيها حبا وعنبا ) الآية وهذا إسناد جيد قوي ومتن غريب جدا فالله    أعلم وقيل أنها تكون في ليلة تسع وعشرين وقال الإمام أحمد بن حنبل 5320 حدثنا أبو    سعيد مولى بني هاشم حدثنا سعيد بن سلمة حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن عمر بن    عبد الرحمن عن عبادة بن الصامت أنه سأل رسول الله عن ليلة القدر فقال رسول الله    في رمضان فالتمسوها في العشر الأواخر فإنها في وتر إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو    خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين أو في آخر ليلة وقال الإمام أحمد 5192    حدثنا سليمان بن داود وهو أبو داود الطيالسي حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي    ميمونة عن أبي هريرة أن رسول الله قال في ليلة القدر إنها في ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين    وإن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى تفرد به أحمد واسناده لا بأس    به وقيل إنها تكون في آخر ليلة لما تقدم من هذا الحديث آنفا ولما رواه الترمذي    794 والنسائي من حديث عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بكرة أن رسول الله قال    في تسع يبقين أو سبع يبقين أو خمس يبقين أو ثلاث يبقين أو آخر ليلة يعني التمسوا    ليلة القدر وقال الترمذي حسن صحيح وفي المسند من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة عن    النبي في ليلة القدر إنها آخر ليلة فصل قال الشافعي في هذه الروايات صدرت من    النبي جوابا للسائل إذا قيل له أنلتمس ليلة القدر في الليلة الفلانية يقول نعم    وإنما ليلة القدر معينة لا تنتقل نقله الترمذي عنه بمعناه وروي عن أبي قلابة أنه    قال ليلة القدر تنتقل في العشر الآواخر وهذا الذي حكاه عن أبي قلابة نص عليه مالك    والثوري وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبو ثور والمزني وأبو بكر بن خزيمة    وغيرهم وهو محكي عن الشافعي نقله القاضي عنه وهو الأشبه والله أعلم وقد يستأنس    لهذا القول بما ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن عمر أن رجالا من أصحاب النبي أروا    ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر من رمضان فقال رسول الله أرى رؤياكم قد    تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر وفيهما أيضا    عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر    الأواخر من رمضان ولفظه للبخاري ويحتج للشافعي أنها لا تنتقل وأنها معينة من    الشهر بما رواه البخاري 2023 في صحيحه عن عبادة بن الصامت قال خرج رسول الله    ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى رجلان من المسلمين فقال خرجت لأخبركم بليلة القدر    فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة    والخامسة وجه الدلالة منه أنها لو لم تكن معينة مستمرة التعيين لما حصل لهم العلم    بعينها في كل سنة إذ لو كانت تنتقل لما علموا تعيينها إلا ذلك العام فقط اللهم    إلا أن يقال إنه إنما خرج ليعلمهم بها تلك السنة فقط وقوله فتلاحى فلان وفلان    فرفعت فيه استئناس لما يقال إن المماراة تقطع الفائدة والعلم النافع كما جاء في    الحديث إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وقوله فرفعت أي رفع علم تعيينها لكم لا    إنها رفعت بالكلية من الوجود كما يقوله جهلة الشيعة لأنه قد قال بعد هذا    فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة وقوله وعسى أن يكون خيرا لكم يعني عدم    تعيينها لكم فإنها إذا كانت مبهمة اجتهد طلابها في ابتغائها في جميع محال رجائها    فكان أكثر للعبادة بخلاف ما إذا علموا عينها فإنها كانت الهمم تتقاصر على قيامها    فقط وإنما اقتضت الحكمة إبهامها لتعم العبادة جميع الشهر في ابتغائها ويكون    الاجتهاد في العشر الأخير أكثر ولهذا كان رسول الله يعتكف العشر الأواخر من رمضان    حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده أخرجاه من حديث عائشة ولهما عن بن    عمر كان رسول الله يعتكف العشر الأواخر من رمضان وقالت عائشة كان رسول الله إذا    دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر أخرجاه ولمسلم 1175 عنها كان رسول    الله يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره وهذا معنى قولها وشد المئزر وقيل المراد    بذلك اعتزال النساء ويحتمل أن يكون كناية عن الأمرين لما رواه الإمام أحمد 666    حدثنا سريج حدثنا أبو معشر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله    إذا بقي عشر من رمضان شد مئزره واعتزل نساءه انفرد به أحمد وقد حكي عن مالك رحمه    الله أن جميع ليالي العشر في تطلب ليلة القدر على السواء لا يترجح منها ليلة على    أخرى رأيته في شرح الرافعي رحمه الله والمستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات    وفي شهر رمضان أكثر وفي العشر الأخير منه ثم في أوتاره أكثر والمستحب أن يكثر من    هذا الدعاء اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني لما رواه الإمام أحمد 6182 حدثنا    يزيد هو بن هارون حدثنا الجريري وهو سعيد بن إياس عن عبد الله بن بريدة أن عائشة    قالت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر فما أدعو قال قولي اللهم إنك عفو تحب    العفو فاعف عني وقد رواه الترمذي 3513 والنسائي وبن ماجة من 3850 طريق كهمس بن    الحسن عن عبد الله بن بريدة عن عائشة قالت قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي    ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني وهذا لفظ    الترمذي ثم قال هذا حديث حسن صحيح وأخرجه الحاكم في مستدركه 1530 وقال هذا صحيح    على شرط الشيخين ورواه النسائي أيضا من طريق سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن    سليمان بن بريدة عن عائشة قالت قلت يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي اللهم أنك عفو تحب العفو فاعف عني ذكر أثر غريب ونبأ عجيب    يتعلق بليلة القدر رواه الإمام أبو محمد بن أبي حاتم عند تفسير هذه السورة    الكريمة فقال حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن أبي زياد القطواني حدثنا سيار بن حاتم    حدثنا موسى بن سعيد يعني الراسبي عن هلال بن أبي جبلة عن أبي عبد السلام عن أبيه    عن كعب أنه قال إن سدرة المنتهى على حد السماء السابعة مما يلي الجنة فهي على حد    هواء الدنيا وهواء الآخرة علوها في الجنة وعروقها وأغصانها من تحت الكرسي فيها    ملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله عز وجل يعبدون الله عز وجل على أغصانها في كل موضع    شعرة منها ملك ومقام جبريل عليه السلام في وسطها فينادي الله جبريل أن ينزل في كل    ليلة القدر مع الملائكة الذين يسكنون سدرة المنتهى وليس فيهم ملك إلا قد أعطي    الرأفة والرحمة للمؤمنين فينزلون على جبل في ليلة القدر حين تغرب الشمس فلا تبقى    بقعة في ليلة القدر إلا وعليها ملك إما ساجد وإما قائم يدعو للمؤمنين والمؤمنات    إلا ان تكون كنيسة أو بيعة أو بيت نار أو وثن أو بعض أماكنكم التي تطرحون فيها    الخبث أو بيت فيه سكران أو بيت فيه مسكر أو بيت فيه وثن منصوب أو بيت فيه جرس    معلق أو مبولة أو مكان فيه كساحة البيت فلا يزالون ليلتهم تلك يدعون للمؤمنين    والمؤمنات وجبريل لا يدع أحدا من المؤمنين إلا صافحه وعلامة ذلك من اقشعر جلده    ورق قلبه ودمعت عيناه فإن ذلك من مصافحة جبريل وذكر كعب أن من قال في ليلة القدر    لا إله إلا الله ثلاث مرات غفر الله له بواحدة ونجاه من النار بواحدة وأدخله    الجنة بواحدة فقلنا لكعب الأحبار يا أبا إسحاق صادقا فقال كعب الأحبار وهل يقول    لا إله إلا الله في ليلة القدر إلا كل صادق والذي نفسي بيده إن ليلة القدر لتثقل    على الكافر والمنافق حتى كأنها على ظهره جبل فلا تزال الملائكة هكذا حتى يطلع    الفجر فأول من يصعد جبريل حتى يكون في وجه الأفق الأعلى من الشمس فيبسط جناحيه    وله جناحان أخضران لا ينشرهما إلا في تلك الساعة فتصير الشمس لا شعاع لها ثم يدعو    ملكا ملكا فيصعد فيجتمع نور الملائكة ونور جناحي جبريل فلا تزال الشمس يومها ذلك    متحيرة فيقيم جبريل ومن معه بين الأرض وبين السماء الدنيا يومهم ذلك في دعاء    ورحمة واستغفار للمؤمنين والمؤمنات ولمن صام رمضان إيمانا واحتسابا ودعا لمن حدث    نفسه إن عاش إلى قابل صام رمضان لله فإذا أمسوا دخلوا إلى السماء الدنيا فيجلسون    حلقا حلقا فتجتمع إليهم ملائكة سماء الدنيا فيسألونهم عن رجل رجل وعن امرأة امرأة    فيحدثونهم حتى يقولوا ما فعل فلان وكيف وجدتموه العام فيقولون وجدنا فلانا عام    اول في هذه الليلة متعبدا ووجدناه العام مبتدعا ووجدنا فلانا مبتدعا ووجدناه    العام عابدا قال فيكفون عن الاستغفار لذلك ويقبلون على الاستغفار لهذا ويقولون    وجدنا فلانا وفلانا يذكران الله ووجدنا فلانا راكعا وفلانا ساجدا ووجدناه تاليا    لكتاب الله قال فهم كذلك يومهم وليلتهم حتى يصعدون إلى السماء الثانية ففي كل    سماء يوم وليلة حتى ينتهوا مكانهم من سدرة المنتهى فتقول لهم سدرة المنتهى    ياسكاني حدثوني عن الناس وسموهم لي فإن لي عليكم حقا وإني أحب من أحب الله فذكر    كعب الأحبار أنهم يعدون لها ويحكون لها الرجل والمرأة بأسمائهم وأسماء آبائهم ثم    تقبل الجنة على السدرة فتقول أخبريني بما أخبرك سكانك من الملائكة فتخبرها قال    فتقول الجنة رحمة الله على فلان ورحمة الله على فلانة اللهم عجلهم إلي فيبلغ    جبريل مكانه قبلهم فيلهمه الله فيقول وجدت فلانا ساجدا فاغفر له فيغفر له فيسمع    جبريل جميع حملة العرش فيقولون رحمة الله على فلان ورحمة الله على فلانة ومغفرته    لفلان ويقول يارب وجدت عبدك فلانا الذي وجدته عام أول على السنة والعبادة ووجدته    العام قد أحدث حدثا وتولى عما أمر به فيقول الله ياجبريل إن تاب فأعتبني قبل أن    يموت بثلاث ساعات غفرت له فيقول جبريل لك الحمد إلهي أنت أرحم من جميع خلقك وأنت    أرحم بعبادك من عبادك بأنفسهم قال فيرتج العرش وما حوله والحجب والسموات ومن فيهن    تقول الحمد لله الرحيم قال وذكر كعب انه من صام رمضان وهو يحدث نفسه إذا أفطر    رمضان أن لا يعصي الله دخل الجنة بغير مسألة ولا حساب
  ( سورة لم يكن )    الآيات ( 98 1 5 )  مقدمة تفسير سورة لم يكن بسم الله الرحمن الرحيم سورة لم يكن وهي مدنية قال    الإمام أحمد 3489 حدثنا عفان حدثنا حماد هو بن سلمة أخبرنا علي هو بن زيد عن عمار    بن أبي عمار قال سمعت أبا حبة البدري وهو مالك بن عمرو بن ثابت الأنصاري قال لما    نزلت ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ) إلى آخرها قال جبريل يا رسول الله إن    ربك يأمرك أن تقرئها أبيا فقال النبي لأبي إن جبريل أمرني أن أقرئك هذه السورة    قال أبي وقد ذكرت ثم يا رسول الله قال نعم قال فبكى أبي حديث آخر وقال الإمام    أحمد 3130 حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال قال    رسول الله لأبي بن كعب إن الله أمرني أن أقرأ عليك ( لم يكن الذين كفروا من أهل    الكتاب ) قال وسماني لك قال نعم فبكى ورواه البخاري 3809 ومسلم 799 والترمذي 3792    والنسائي من حديث شعبة به حديث آخر قال الإمام أحمد 5123 حدثنا مؤمل حدثنا سفيان    حدثنا أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال    قال لي رسول الله إني أمرت أن أقرأ عليك سورة كذا وكذا قلت يا رسول الله وقد ذكرت    هناك قال نعم فقلت له يا أبا المنذر ففرحت بذلك قال وما يمنعني والله يقول ( قل    بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) قال مؤمل قلت لسفيان    القراءة في الحديث قال نعم تفرد به من هذا الوجه طريق أخرى قال أحمد 5131 حدثنا    محمد بن جعفر وحجاج قالا حدثنا شعبة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن أبي بن    كعب قال إن رسول الله قال لي إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن قال فقرأ ( لم    يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ) قال فقرأ فيها ولو أن بن آدم سأل واديا من مال    فأعطيه لسأل ثانيا ولو سأل ثانيا فأعطيه لسأل ثالثا ولا يملأ جوف بن آدم إلا    التراب ويتوب الله على من تاب وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير المشركة ولا    اليهودية ولا النصرانية ومن يفعل خيرا فلن يكفره ورواه الترمذي 3793 من حديث أبي    داود الطيالسي عن شعبة به وقال حسن صحيح طريق أخرى قال الحافظ أبو القاسم    الطبراني حدثنا أحمد بن خليد الحلبي حدثنا محمد بن عيسى الطباع حدثنا معاذ بن    محمد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه عن جده عن أبي بن كعب قال قال رسول الله يا    أبا المنذر إني أمرت أن أعرض عليك القرآن قال بالله آمنت وعلى يدك أسلمت ومنك    تعلمت قال فرد النبي القول قال فقال يا رسول الله أذكرت هناك قال نعم باسمك ونسبك    في الملأ الأعلى قال فاقرأ إذا يا رسول الله هذا غريب من هذا الوجه والثابت ما    تقدم وإنما قرأ عليه النبي هذه السورة تثبيتا له وزيادة لإيمانه فإنه كما رواه    أحمد 5114 والنسائي 2154 من طريق أنس عنه ورواه أحمد 5124 وأبو داود 1477 من حديث    سليمان بن صرد عنه ورواه أحمد 5114 عن عفان عن حماد عن حميد عن أنس عن عبادة بن    الصامت عنه ورواه أحمد 5127 ومسلم 821 وأبو داود 1478 والنسائي 2152 من حديث    إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه كان قد    أنكر على إنسان وهو عبد الله بن مسعود قراءة شيء من القرآن على خلاف ما أقرأه    رسول الله فرفعه إلى النبي فاستقرأهما وقال لكل منهما أصبت قال أبي فأخذني من    الشك ولا إذ كنت في الجاهلية فضرب رسول الله في صدره قال أبي ففضت عرقا وكأنما    انظر إلى الله فرقا وأخبره رسول الله أن جبريل أتاه فقال إن الله يأمرك أن تقرىء    أمتك القرآن على حرف فقلت أسأل الله معافاته ومغفرته فقال على حرفين فلم يزل حتى    قال إن الله يأمرك أن تقرى أمتك القرآن على سبعة أحرف كما قدمنا ذكر هذا الحديث    بطرقه ولفظه في أول التفسير فلما نزلت هذه السورة وفيها ( رسول من الله يتلو صحفا    مطهرة فيها كتب قيمة ) قرأها عليه رسول الله تعالى قراءة إبلاغ وتثبيت وإنذار    لاقراءة تعلم واستذكار والله أعلم وهذا كما أن عمر بن الخطاب لما سأل رسول الله    يوم الحديبية عن تلك الأسئلة وكان فيما قال أو لم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت    ونطوف به قال بلى أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا قال لا قال فإنك آتيه ومطوف به فلما رجعوا من    الحديبية وأنزل الله على النبي سورة الفتح دعا عمر بن الخطاب فقرأها عليه وفيها    قوله ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين    ) الآية كما تقدم وروى الحافظ أبو نعيم في كتابه أسماء الصحابة من طريق محمد بن    إسماعيل الجعفري المدني حدثنا عبد الله بن سلمة بن أسلم عن بن شهاب عن إسماعيل بن    أبي حكيم المدني حدثني فضيل سمعت رسول الله يقول إن الله ليسمع قراءة لم يكن    الذين كفروا فيقول أبشر عبدي فوعزتي لأمكنن لك في الجنة حتى ترضى حديث غريب جدا    وقد رواه الحافظ أبو موسى المديني وبن الأثير من طريق الزهري عن إسماعيل بن أبي    حكيم عن نظير المزني أو المدني عن النبي إن الله يسمع قراءة لم يكن الذين كفروا    ويقول أبشر عبدي فوعزتي لا أنساك على حال من أحوال الدنيا والآخرة ولأمكنن لك في    الجنة حتى ترضى بسم الله الرحمن الرحيم  أما أهل الكتاب فهم اليهود والنصارى والمشركون عبدة الأوثان والنيران من العرب    ومن العجم وقال مجاهد لم يكونوا ( منفكين ) يعني منتهين حتى يتبين لهم الحق وهكذا    قال قتادة ( حتى تأتيهم البينة ) أي هذا القرآن ولهذا قال تعالى ( لم يكن الذين    كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ) ثم فسر البينة بقوله (    رسول من الله يتلو صحفا مطهرة ) يعني محمدا وما يتلوه من القرآن العظيم الذي هو    مكتتب في الملإ الأعلى في صحف مطهرة كقوله ( في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي    سفرة كرام بررة ) وقوله تعالى ( فيها كتب قيمة ) قال بن جرير أي في الصحف المطهرة    كتب من الله قيمة عادلة مستقيمة ليس فيها خطأ لأنها من عند الله عز وجل قال قتادة    ( رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة ) يذكر القرآن بأحسن الذكر ويثني عليه بأحسن    الثناء وقال بن زيد ( فيها كتب قيمة ) مستقيمة معتدلة وقوله تعالى ( وما تفرق    الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ماجاءتهم البينة ) كقوله ( ولا تكونوا كالذين    تفرقوا واختلفوا من بعد ماجاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ) يعني بذلك أهل    الكتب المنزلة على الأمم قبلنا بعد ما أقام الله عليهم الحجج والبينات تفرقوا    واختلفوا في الذي أراده الله من كتبهم واختلفوا اختلافا كثيرا كما جاء في الحديث    المروي من طرق إن اليهود اختلفوا على إحدى وسبعين فرقة وإن النصارى اختلفوا على    اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا    واحدة قالوا من هم يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي وقوله تعالى ( وما امروا    إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) كقوله ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي    إليه أنه لاإله إلا أنا فاعبدون ) ولهذا قال ( حنفاء ) أي متحنفين عن الشرك إلى    التوحيد كقوله ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )    وقد تقدم تقرير الحنيف في سورة الأنعام بما أغنى عن إعادته ها هنا ( ويقيموا    الصلاة ) وهي أشرف عبادات البدن ( ويؤتوا الزكاة ) وهي الإحسان إلى الفقراء    والمحاويج ( وذلك دين القيمة ) أي الملة القائمة العادلة أو الأمة المستقيمة    المعتدلة وقد استدل كثير من الأئمة كالزهري والشافعي بهذه الآية الكريمة على أن    الأعمال داخلة في الإيمان ولهذا قال ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له    الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة الآيات ( 98 6 8 )   يخبر تعالى عن مآل الفجار من كفرة أهل الكتاب والمشركين المخالفين لكتب الله    المنزلة وأنبياء الله المرسلة أنهم يوم القيامة في نار جهنم خالدين فيها أي    ماكثين لا يحولون عنها ولايزولون ( أولئك هم شر البرية ) أي شر الخليقة التي    برأها الله وذرأها ثم أخبر تعالى عن حال الأبرار الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا    الصالحات بأبدانهم بأنهم خير البرية وقد استدل بهذه الآية أبو هريرة وطائفة من    العلماء على تفضيل المؤمنين من البرية على الملائكة لقوله ( أولئك هم خير البرية    ) ثم قال تعالى ( جزاؤهم عند ربهم ) أي يوم القيامة ( جنات عدن تجري من تحتها    الأنهار خالدين فيها أبدا ) أي بلا انفصال ولا انقضاء ولا فراغ ( رضي الله عنهم    ورضوا عنه ) ومقام رضاه عنهم أعلى مما أوتوه من النعيم المقيم ( ورضوا عنه ) فيما    منحهم من الفضل العميم وقوله تعالى ( ذلك لمن خشي ربه ) أي هذا الجزاء حاصل لمن    خشي الله واتقاه حق تقواه وعبده كأنه يراه وعلم أنه إن لم يره فإنه يراه وقال    الإمام أحمد 2396 حدثنا إسحاق بن عيسى حدثنا أبو معشر عن أبي وهب مولى أبي هريرة    عن أبي هريرة قال قال رسول الله ألا أخبركم بخير البرية قالوا بلى يا رسول الله    قال رجل أخذ بعنان فرسه في سبيل الله كلما كانت هيعة استوى عليه ألا أخبركم بخير    البرية قالوا بلى يا رسول الله قال رجل في ثلة من غنمه يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة    ألا أخبركم بشر البرية قالوا بلى قال الذي يسأل بالله ولا يعطي به   |